كثرت في الآونة الأخيرة الحديث عن الفيروس الكبدي سي و أصبح المشكلة التي تؤرق جميع فئات الشعب سواء العاملين بالمجال الطبي أو غيره وأيضا كثرت طرق علاجه مما أزاد من حيرة وارتباك المرضى وطرق جميع الأبواب والتعلق بالجاد والوهمي منهم على حد سواء وعن اكتشاف عدم جدية اغلب الطرق العلاجية المستحدثة يلجأ المريض سريعا لغيرها ويبدأ مشوار العذاب من جديد وهذا مستنفذا الكثير من صحته وماله بالإضافة إلى تدهور حالته النفسية في محاولات عشوائية غير مدروسة ناشدا الشفاء التام الذي أصبح حلما اخذ في الابتعاد رويدا رويدا وذلك نتيجة لسوء التعامل مع هذا الفيروس اللعن وعدم الإلمام بأسلوبه في أحداث العدوى وطرق تعامله مع أجهزة الجسم المناعية المختلفة للتمكن من هدفه ألا وهو خلايا الكبد والتكاثر داخلها محدثا الإصابة ببطء شديد على مدار السنين الطويلة نظرا لضعف الفيروس بطبيعته المتغيرة باستمرار ومحاولاته للهروب والتخفي من الجهاز المناعي وعدم مواجهته.
هذا الكتاب يهم كل من يتعامل مع هذا الفيروس سواء في المجال الطبي أو المرضى والمخالطين لهم فهو يشمل كل ما نشر في العالم عن هذا الفيروس حتى تاريخ نشر هذا الكتاب بأسلوب يناسب مختلف الثقافات ملما بطبيعة الفيروس وطرق انتشاره والعدوى ومصادرها وأيضا عرض شامل لجميع الجوانب المتعلقة بالوقاية والعلاج مع وضع استراتيجية مكافحة هذا الفيروس واقتصاديات العلاج والتخلص النهائي منه مع التركيز على الجوانب الوقائية لمنع حدوثه واتقاء مضاعفاته وإنقاذا لصحة شعب بأكمله وتوفيرا لاهدار القوى العاملة والأموال الطائلة المنصرفة بدون ترشيد أو توجيه عملي مدروس لمحاصرة هذا الفيروس والقضاء عليه نهائيا وسوف يحمل الغد القريب العديد من الدراسات والاكتشافات لها كفاءة عالية في القضاء والوقاية التامة واعطاء بسمة التفاؤل والأمل لمرضى الفيروس الكبدي سي ويصبح من الأمراض التي تم السيطرة عليها تماما فينضم إلى القائمة الطويلة لامراض كانت في قديم الأزل تنتشر في صورة أوبئة مخيفة كان يقف العلم والطب أمامها عاجزا أما الآن بفضل الأبحاث العلمية والاكتشافات الطبية تمكن القضاء عليها تماما وأصبحت مجرد ذكريات مؤلمة مثل الجدري والدرن والتيفود وبمشيئة الله سنضم لهذه القائمة الفيروس الكبدي سي في القريب العاجل فإن " الله خلق لكل داء دواء إلا الهرم والسقم".